الثـوم
يحتل الثوم مكانة هامة في المطبخ السوداني لاضفائه نكهة محببة للمأكولات المطبوخة والطازجة والمخللة. وعلى الرغم من أن النبات أكثر تحملاً للملوحة الخفيفة في التربة من البصل إلا أنه أقل انتشاراً وسط المزارعين مما قلل من المساحات المزروعة والإنتاج. ونسبة لان الإنتاج المحلي لا يغطي الاستهلاك فإن التوم يستورد من دول خارجية شملت حتى الصين. ولعل السبب فى عزوف المزارعين عن زراعته يعود إلى التكلفة العالية لتأسيس المحصول سواء من حيث التقاوى وهى فصوص التوم والعمالة إذ يتطلب الأمر زراعة كل فص على حدة. ولكن هذا المحصول يشبه في رعايته وحصاده محصول البصل ونجده اليوم مزروعاً كمحصول شتوي في غرب السودان واواسطه وشماله. الأصناف المحلية من التوم أكثر قابلية للحفظ الجيد والتخزين الطويل من البصل.
* الأصناف
توجد (3) مجموعات من الاصناف هي:
- محلي: ابيض القشرة الخارجية صغير الفصوص ويتحمل التخزين ويعرف في بعض الأوساط بجبل مرة، وهي منطقة مشهورة بإنتاج التوم ويشوب البياض في هذا الصنف لون بنفسجي.
- صيني: ابيض القشرة الخارجية نموه الخضرى غزير وفصوصه كبيرة الحجم ولا يتحمل التخزين.
- مصري: ابيض القشرة الخارجية فصوصه متوسطة الحجم ويتحمل التخزين.
* البيئة
تماثل الاحتياجات المناخية للتوم احتياجات البصل إذ أن النمو الخضري الكثيف مهم للحصول على انتاجية عالية ويحتاج النمو الخضري لدرجات حرارة معتدلة تميل للبرودة أما نمو الفصوص وتكوُّن الرأس فيحتاج إلى درجات حرارة أعلى. وبناءاً عليه فإن التوم محصول شتوي يعطي أعلى انتاجية في حالة زراعته في العروة الشتوية. ومن حيث التربة فإن التوم ينمو في جميع انواع التربة إلا إنه يجود في الاراضي الخصبة ذات الصرف الجيد.
* تأسيس المحصول
تبدأ عمليات التأسيس بتحضير الارض وتنتهي برية ما بعد الزراعة.
أ- تحضير الأرض
تماثل عمليات تحضير الارض تلك المتبعة في البصل إلا أن التوم اكثر حساسية للتربة غير جيدة التحضير من البصل لاستعمال الفصوص في زراعته، عليه لا بد من العناية الكاملة بالنظافة والحراثة والتزحيف والتسوية والطراد لسراب على ابعاد 60 سم بين كل سرابة وأخرى.
ب- مواعيد الزراعة
يزرع التوم مباشرة فى الحقل المستديم وانسب موعد لزراعة التوم هو ذلك الوقت الذي يتيح له الاستفادة الكاملة من شهور الشتاء معتدلة درجة الحرارة والمائلة للبرودة وقد وجد أن هذه الفترة تتطابق مع أواخر اكتوبر إلى اوائل نوفمبر.
ج- معدل التقاوى
التوم محصول غير بذري لذا يتم اكثاره خضريا بواسطة فصوص الرأس بزراعة كل فص على حدة في حفرة وهذا يعرف بالإكثار الخضري. والفص هو عروة خضرية عادية لكنها متضخمة وتضم جنين النبات ومواد تغذيته وحمايته وتشكل كل 7-14 فصاً رأس التوم او ما يعرف بالدوم. للحصول على تقاوى التوم فإن البداية الصحيحة هي الحصول على رؤوس توم من صنف معروف من جهة موثوق بها. تنظف الرؤوس من الاوراق المحيطة وتفصل الفصوص من قاعدة الساق اسفل الرأس كل فص بمفرده مع استبعاد الفصوص صغيرة الحجم إذ أن نباتاتها ضعيفة مع استعمال الفصوص متوسطة إلى كبيرة الحجم فقط. تم حساب عدد الفصوص اللازمة لزراعة الفدان على جانبي سراب بابعاد 60 سم ومسافة بين الفصوص 15 سم ووجد أنها تساوي 140 الف فص، وقد أوردت بعض المصادر أن الفدان يحتاج إلى 200 كجم لكن لم يتم توضيح ابعاد الزراعة.
د- طريقة الزراعة
من المهم جداً في زراعة التوم اجراء رية ما قبل الزراعة التي يجب ان تكون عميقة بمعدل هاديء وتبدأ زراعة التوم بغرس الفصوص حالما تجف ارض الحقل وتسمح بالمرور عليها. يغرس الفص على ابعاد 10 سم بين كل فص وآخر علي جانبي السراب مع مراعاة أن الجزء الأسفل الذي كان ملتصقاً بساق الراس والذي يحتوي على بدايات الجذور يكون متجهاً إلى الأسفل وأن يكون طرف الجزء الأعلى خارج التربة. تضغط التربة حول الفص عليه لضمان التصاقها به لتسهيل قيام الفص بأمتصاص ماء التربة. بعد استكمال الغرس مباشرة لابد من رية خفيفة. يمكن تقسيم الفدان إلى وحدات يمكن زراعتها وريها في نفس اليوم لان عملية الزراعة والغرس لمساحة فدان كامل تستغرق وقتا طويلاً، ولعل أعلى بند تكاليف في تأسيس محصول التوم هو بند التقاوى عليه يمكن للمزارع زراعة مساحة صغيرة في الموسم الأول لانتاج التقاوى ومن ثم يتم التوسع في زراعة التوم في المواسم اللاحقة.
العمليات التالية الخاصة برعاية المحصول والتي تشمل الري، التسميد، مكافحة الحشائش، مكافحة الحشرات ومكافحة الأمراض تشابه لحد كبير العمليات المطلوبة لرعاية البصل لكن قد يحتاج التوم الى رقاعة بإعادة زراعة الحفر الغائبة في وجود الماء خلال الشهر الأول لضمان الكثافة النباتية العالية اللازمة للانتاج الوفير ويجب العناية اكثر في التوم بالعزيق وتفكيك التربة حول النباتات خلال المراحل الأولى من نمو المحصول.
* الحصاد
يحين أوان الحصاد بعد 4 اشهر من غرس الفصوص وقد تطول المدة إلى 6-7 اشهر بحسب الصنف وطرق التأسيس والرعاية وظروف الحقل والبيئة السائدة اثناء الموسم. تشبه علامات الحصاد في التوم علاماته في البصل إذ تبدأ الأوراق في تغيير لونها من الأخضر إلى الأصفر البني وتبدأ رقاب النباتات (السوق الوهمية) في الانكسار والاتجاه إلى اسفل. فور ظهور هذه العلامات يتم أيقاف الري لفترة اسبوعين أو ثلاثة قبل الحصاد لتحسين نوعية الرؤوس بتقوية قوام الأوراق الخارجية حولها وإطالة فترة التخزين. بعد ذلك تخلخل التربة حول رؤوس التوم وتقلع وترحل للحفظ في مكان ظليل ومهوى بعيداً عن اشعة الشمس.
* معاملات ما بعد الحصاد
تعتمد المعاملات الواجب اتباعها بعد الحصاد على ميعاد تسويق المحصول. في حالة الرغبة في التسويق المباشر تنظف الرؤوس وتقطع السوق الوهمية مع ترك جزء منها مع الرأس وتعبأ وترحل لمكان التسويق. أما إذا رؤي تأخير التسويق لاسعار أفضل فيمكن تخزين التوم بطريقة تقليدية وذلك بترك السوق الوهمية والأوراق مع الرؤوس يتبع ذلك فرز وابعاد الرؤوس المجروحة والتالفة ثم جمع الرؤوس المراد تخزينها وترتيبها في شكل حزم وربطها ببعضها بالاستعانة بالمجموع الخضري للسوق الوهمية والأوراق وتعليقها في سقف مكان به تهوية جيدة. كذلك يمكن تخزين التوم بالطرق الحديثة لفترة 6-7 شهور وهذا يستلزم أولاً قطع السوق الوهمية مع ترك جزء منها بالرأس ثم نظافتها وحفظها في درجة حرارة صفر مئوى ودرجة رطوبة نسبة 70% الى 75%.
* الإنتاجية
بلغ متوسط انتاجية المزارعيين في اواسط السودان نحو 1-2 طن للفدان وتزيد هذه الانتاجية في منطقة جبل مرة. بلغ متوسط انتاجية مزارع البحوث في منطقة الفاو بمشروع الرهد الزراعي نحو 3-4 طن للفدان.